"الثقافة" تصدر بيانا تعلن فيه عن اليوم الوطني للقراءة

اليوم الوطني للقراءة
"يعزز مكانة القراءة ويعيد الألق للكتاب" 
29/9/2022

إن اختيار التاسع والعشرين من شهر أيلول كل عام يوماً وطنياً للقراءة من قبل الحكومة يعد التفاته واعية لتعزيز مكانة القراءة والاهتمام بها كمصدر للمعرفة والثقافة والتنمية المستدامة، بشراكة جميع المؤسسات الوطنية وبمبادرة من مؤسسة عبد الحميد شومان كنهج ثقافي اجتماعي تلتزم به الدولة ومؤسساتها، وجاء هذا الاختيار نتيجة جهود تراكمية قدمت في هذا المجال على مدى عقود طويلة، مؤكدين على ضرورة العمل المتواصل والتشاركي بين المؤسسات كافة، لتكون القراءة لدى الناشئة من أبنائنا الأولية الأولى بصفته مصدراً معرفيا يسهم في بناء جيل يعلى شأن العقل والعلم والإبداع والابتكار والانتاجية.   
في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بالقراءة فأننا ننحاز إلى المستقبل والوعي تحصينا وحفاظا على هويتنا الوطنية ومنجزنا الحضاري. 
أن هذا اليوم يشكل التزاما مؤسساتيا لتعزيز الوصول إلى مصادر المعرفة ويمثل التزاما بدعم حركة التأليف والترجمة وحماية المؤلف والملكية الفكرية بوصفها جزءا مهما من الصناعات الثقافية. 
إن إعلاء شأن القراءة بين أفراد المجتمع يحتاج إلى تظافر الجهود بتوفير الكتاب بشكله التقليدي لا الورقي والالكتروني ومصادر المعرفة على إختلاف أنواعها لجميع فئات المجتمع بعدالة. 
إن إختيار هذا اليوم هو فرصة لتمجيد المعرفة والقراءة التي ترتقي بعقل الإنسان ومداركه ووعيه ووجدانه وعاطفته ومشاعره، وترتقي بمكانته الثقافية.
القراءة أساساً في الحضارة الإنسانية وسر رفاه ورقي البشرية، بل كانت باستمرار قرينة الثورات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية، وتمثل رمزية التقدم الحضاري، ففي كل محطة ومرحلة ينتقل فيها الإنسان إلى وسيلة جديدة في القراءة، يضيف إلى بحر الفكر والإبداع والابتكار مصبا جديدا ونقيا، ينعكس على نمط سلوكه وإنتاجه ومراحل تفكيره التي انتقلت من الشفاهية إلى التدوين فالطباعة ثم الفضاء الإلكتروني.
ولعل مصدر فخرنا واعتزازنا أن يكون الحرف قد نبت في هذه الأرض الطيبة قبل أكثر من 3500 عام، حيث ابتكر الأنباط الحرف الذي أسس للحرف العربي الحالي والذي يعد وسيلة الاتصال التواصل الإنساني والوعاء الحضاري للأمة. 
إن القراءة هي السبيل لنقل التراث الوطني والإنساني وسرديته، وهي رحلة في جغرافيا المعرفة وتضاريس العلم تأخذنا إلى قمم الحكمة والمتعة والفائدة، وتمثل جزءا من التنمية الشاملة التي تعنى بعقل الإنسان بالقيمة المضافة التي تتحقق باتساع دائرة المعرفة المستدامة في مختلف العلوم والآداب والمعارف والفنون.
إن فائدة القراءة لا تقتصر على اكتشاف الجديد في حقول المعرفة، فحسب، بل هي جزء من السلوك الحضاري والتربوي والإنساني الذي ينبغي أن يصبح جزءا أساس من عادات الأسرة والمجتمع على اختلاف فئاته واهتماماته.
ولتعزيز مثل هذه العادة، ينبغي البدء مع الأطفال من سن مبكرة، بصرف النظر عن وسيلة القراءة إن كانت ورقية أم عبر الفضاء الإلكتروني، بل يتحتم على المؤسسات التربوية والثقافية مواكبة لغة العصر في تطوير القراءة والمقروئية على اختلاف مصادرها ووسائلها.
إن ضعف القراءة/ المقروئية، يفضي إلى ضعف الحالة الثقافية والمعرفية والإنتاجية الوطنية، وبالتالي فإن ضعف القراءة يمثل خسارة وعائقا للتنمية، وامتلاك لغة العصر ويفوت فرصة اقتصادية مهمة على الوطن بسبب إهمال أحد القطاعات الرئيسة في الأسواق الحديثة التي تعنى باقتصاديات المعرفة.
لقد كانت وزارة الثقافة السباقة في الإسهام بتعزيز عادة القراءة من خلال برامجها القرائية وإصداراتها المتنوعة، ومنها: المجلات الدورية في المعارف والفنون المختلفة، ومنها مجلة وسام للأطفال، ومشروع مكتبة الأسرة، وبرامج الدعم والنشر، وإصدارات وزارة الثقافة من خلال المدن والألوية الثقافية، ومنصة” الكتبا“ الإلكترونية، ومعارض الكتب في المحافظات ومعرض الكتاب التفاعلي، والمسابقات الثقافية والإبداعية المختلفة.
وهي تسعى من خلال مشاريعها إلى التشبيك مع عدد من الوزارات (التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الشباب..)، والمؤسسات الرسمية والجامعات والقطاع الخاص، والهيئات الثقافية، والمجتمع المدني للتعاون والتشاركية في عدد من المشاريع والمبادرات وأندية القراءة وروابط الكتاب ومنصات المعرفة التي تنمي عادة القراءة وتوطنها في المجتمع. 


كيف تقيم محتوى الصفحة؟