
عن وزارة الثقافة الأردنيّة؛ صدر العدد 416 من مجلة "أفكار" الشهريّة، ويصدر عن الهيئة التي تترأس تحريرها الروائية سميحة خريس، تضمن مجموعةً من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبةٌ من الكتّاب من الأردن وخارجه.
استهل العددَ الكاتبُ والأكاديميُّ د. محمد السعودي بمفتتح بعنوان "المثقّفُ.. روحُ عصره!"، يقول فيه: " ولن يبلغ المثقف ما يصبو إليه من تأثير إنْ لم يندمج مع رؤى مجتمعه؛ فيكون محاورًا مخلصًا متبنّيًا لقضاياه وهمومه اليوميّة والوطنيّة وحتى الإنسانيّة العامّة، فلا دور له إنْ تقوقع على نفسه، وكوّن حوله مجموعته التي يأنس بها وتأنس به، لأنَّ مفهوم التأثير يُبنى على التّضحية بما نؤمن به ونسير في دروبه؛ بمعنى أنّ المثقف المؤثِّر لا بدّ أنْ يتجاوز المسائل الفردية، وينشد المصلحة العليا، مصلحة الناس كلّ الناس، وبذلك يكون جزءاً أصيلاً من ضوابط الحياة مثل القانون والعادات والتقاليد وغيرها، وإنْ تنازل إنَّما يتنازل عن حقّه في الوجود".
ويضيف السعودي من جانب آخر: " ولا أستطيع أنْ أتجاوز في هذا المقام الشخصية التي تصدّرت هذا العدد، وأعني الدكتور ناصر الدين الأسد الذي مثّل شخصية المثقف المنتج الحرّ الملتزم بقضايا الأمة وهمومها، وفي الوقت نفسه لم ينس نفسه وأهله وتلاميذه. إنّها شخصيّة جديدة آمنت بالتّوازن منهجًا، فقُدّر المثقف من خلاله، ورُفعت صورته في عيون أهل الفكر والسياسة والإبداع بما قدّم من دراسات عميقة أسهمت في بناء أجيال، كان لها وقْعها في الحركة الأدبية الأردنية والعربيّة؛ فما كان في حركة حياته إلا مدافعًا عن العربية والحثّ عليها، مؤنسًا طيّبًا ودودًا؛ يقدّر العلميّة والصّدق في الباحث، ويرمي إلى الحق بالدّليل والحوار والتأمّل بلغة علمية واثقة، فيها سمو العربية وتطوّرها، ورفعة العربيّ وتواصله؛ فكانت لغته لغة عقل وقلب."
وتضمن العددُ ملفًا بعنوان: " ناصر الدّين الأسد؛ أسفارٌ وأمَاثِيل ". تضمن المواد التالية: "تقديم: ناصر الدّين الأسد؛ أسفارٌ وأمَاثِيل"/ د. خالد الجبر. "تلاحم العروبة والإسلام في فكر العلامة الأسد"/ أ.د. سهام الفريح. "ملامح من منهج الأسد قراءةٌ في المقدّمات" / د. إسماعيل القيّام. "شعريّة السّيرة الذّهنيّة؛ الأسد في مرايا الآخرين"/ أ.د. هيثم سرحان. "في حضرة الحاضر "الأسد"؛ حلقة في اللغة والأدب والوفاء"/ أ.د. سمية سليمان الشوابكة. "(الفِكرةُ) في شِعرِ الأسد بينَ التّجسُّد والتَّأبُّدْ"/ د. إيمان عبد الهادي. "المَسْرَد الزَّمَنيّ لعلاقة الدكتور الأسد (1922 – 2015) بالأستاذ محمود محمد شاكر (1909-1997)" / يوسف السِّنَّاري. "حضَر الأوان، وحضر الرَّجُل"/ أحمد الشّيخ.
وفي باب دراسات ومقالات نُشر ما يلي: "الحرية في الرواية النسويّة (الرواية المستحيلة لغادة السمَّان أنموذجًا) دراسة دلاليّة"/ د. أمينة الحمد. "توظيف التراث في الأدب"/ نايف النوايسة. "راكب الريح" وفتنة التاريخ/ رواية يحيى يخلف"/ شوقي بدر يوسف. "من هو أحمد بن عصمان؟ لمَ وقع تجاهلٌ لأعماله؟ رغم أنّه أول من وقف على الرسم المسندي بتونس، وقدم لوحات عدة في رسم البايات...؟"/ صفاء قنومة. "رسائل منقوشة ومعتقدات غائرة في الحلي الشعبي"/ علا الطوخي. " (زرّ وسط القميص)؛ الحنين والحب والتمرّد"/ قسيم محمد. "شذرات من رحلات إلى بلاد البلقان ( بلاد الصقالبة )" / إسماعيل أبو البندورة. " حيدر محمود بين القدس وعمان تجليات وإبداع وتحولات"/ د. أحمد عودة الله الشقيرات. "مهرجان جرش؛ نهر من ذهب"/ محمود الخطيب. "إسهامات المرأة في السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية"/ د. مرام محمود ثابت. "رواية "الطريق إلى عين حارود": نبوءة بمآلات بنية المجتمع الإسرائيلي"/ عمر شبانة. "مرحبًا بك وحيدًا منطويًّا على نفسك"/ إبراهيم غرايبة.
أمَّا في باب "إبداع" فنقرأ القصائد: "هكذا تكلّم المجنون"/ تركي عبدالغني. "الرجوع الأخير من قلب الكناية"/ محمد ياسين. "التيه الطريق"/ أمين الربيع. "أبو تمام يخرج عن النص"/ حسين عامر. ونقرأ في العدد القصص: "اعترافات صياد الكلاب"/ قصة: هاينرش بُل، الترجمة عن الألمانية: عاطف أحمد عريقات. "جثدودة"/ سمر الزعبي. "جمل العم مسعود"/ عيشة عبدالمولى.
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب الروائيّ محمود عيسى موسى عن تجربته الإبداعيّة في باب " مدارات البوح". العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي الفنان خالد جلل/ سوريا.