
صدر حديثا عن وزارة الثقافة العدد 419 من مجلة "أفكار" الشهريّة، التي تترأس تحريرها الروائية سميحة خريس، تضمن مجموعةً من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبةٌ من الكتّاب من الأردن وخارجه.
استهل د. عمر الغول العددَ بمفتتح بعنوان: " ما يدعيه الغربُ من قيم" ومما جاء فيه: "يصدر هذا العددُ من مجلة "أفكار" في وقت تجد الأمة فيه نفسها، مرةً أخرى، في صراعٍ وجودي، ليس مع أعدائها وحسب، بل ومع العالم "المتحضر" أيضًا. وكان الغربُ "المتمدن" عزم منذ منتصف القرن التاسع عشر على إخراجنا من الظلمات إلى النور، فساق علينا مفاهيمه في "التقدُّم"، و"المدنيّة"، و"الديمقراطيّة"، و"الخير"، و"العدل"، و"الصدق"، جاعلًا أخذنا بها واتباعنا لها شرطًا لمهرنا ومهر حياتنا بختمَي "التحضر" و"التمدن"، فبُهر حينذاك المغلوبُ بالغالب، وراح يتقفَّى خطاه، يروم أن يذوب فيه ويتماهى معه.
وأضاف الغول من جانب آخر:." والطريقُ إلى ذلك وعرٌ، لكنَّه مطروق، فقد سلكته في العقود الماضية أجيالٌ من المفكرين والأدباء العرب، ناهضوا في أعمالهم سلطةَ الغرب الفكريّة، وتصدوا في أدبهم لتجليات القهر والطغيان المدعومين غربيًا بأشكالها المختلفة، ودعوا إلى خلق عالم جديد قائم على العدل والخير. فالأدبُ المقاومُ، هو ليس الذي يتصدّى للأعداء وفظائعهم في فلسطين وفي سائر بلاد العرب بل وفي العالم كله وحسب؛ بل هو أيضًا الأدب الذي يقاوم استلاب الغربي لتاريخنا وحضارتنا، وينبري لمواجهة الوصاية القيميّة الغربية على الشرق.
ستنتهي الحرب في غزة، ويبدأ البناءُ، ليس بناء المساكن التي هدّها العدو على رؤوس أصحابها وحسب، بل وبناء ما انهدم، في النفوس وفي العقول، فعلى المفكرين والمثقفين والأدباء بناء منظومة قيم جديدة، تنبتُ من تاريخنا، وواقعنا، وتسعى إلى بناء مستقبلنا، لتحلَّ محلَّ مجموعةٍ من المصطلحات الغربيّة التي تكشف الأزمات، مرةً بعد مرة، عن زيفها".
وتضمن العددُ ملفًا بعنوان: " صادق عبدالحق وتجربته الإبداعيّة". تضمن المواد التالية: " تقديم الملف: "صادق عبدالحق؛ قمر "سامتا"/ رمزي الغزوي. "الصادق القدّوم والقُرميّة"/ مصطفى أبو لبدة. "صادق عبد الحق: شاعرا وناثرا"/ د. إبراهيم خليل. "صادق عبد الحقّ؛ القومية والمرأة"/ زليخة أبو ريشة. "قراءة لمجموعة"في ذكرى الغبار وشانيل" للكاتب صادق عبدالحقّ"/ د. زياد أبو لبن.
وفي باب دراسات ومقالات نُشر ما يلي: "مقدمةٌ متأخرة لـ "سؤال" غالب هلسا؛ كتبها بعد سنواتٍ من صدور الرواية وانتظرت ما يزيد على ثلاثة عقود"./ جهاد الرنتيسي. "البحثُ عن غربةٍ أخرى؛ قراءةٌ في رواية (تغريبة القافر) رند الرفاعي." وقفةٌ مع التصوّف والأخلاق؛ رؤية "ولتر ستيس"/ د. حفيظ اسليماني. ""مُصْحَفٌ تَبْرِيزِيٌ أُنتِجَ بِتقنيَتَيّن مُختلفَتَيّن؛ (الطِباعة، والخِطَاطَة)" مُؤَرَخ بِعَام (1258هـ)/ (1842- 1843م) تيَان يُوست وِيتكام/ نَقَلهُ إلى العَربِيَّة وعلَّقَ عليه: مُحمد مَجدي الديب.. "ميلان كونديرا": قراءةٌ في موضوعاتِه الأدبيّةِ ومرجعياتِه الفكريّة والفنيّة./ د. يحيى البشتاوي. "إدوارد سعيد: أماكن الفكر" لتمثي برنن – ترجمة محمد عصفور"/ مراجعة: سارّة زهير. "الأميرُ الإيطاليُّ "ليون كايتني" مؤسسُ المدرسة الاستشراقيّة"/ لطيفة محمد حسيب القاضي. "التشكيلُ الزمانيُّ والمكانيُّ في الرواية"/ رناد الطريفي. "التَّدويرُ مُحرِّكاً نصِّيَّاً في شعر محمود درويش"/ د. حمد محمود الدُّوخي. "أنماطُ حركةِ الفراغِ في شعر عز الدين المناصرة"/ صالح عوض حماد. "بترا: حكايا القوافل، وذاكرةُ الصخر"/ د. سلطان المعاني. "عرضٌ لكتاب "مسرح الشارع في العالم العربي" للكاتب والباحث عيد عبد الحليم". / ضياء حامد. "سليم بركات" بين كرديّته واللغة الباذخة في أدبياته"./ زينة عبدي. "قراءةٌ في ديوان "فاصلة.. نقطتان" للشاعرة الإماراتيّة شيخة المطيري؛ والكشفُ عن جمالياتِ القول الشعريّ وحالات الحزن والفقد"./ عمر أبو الهيجاء.
أمَّا في باب "إبداع" فنقرأ القصيدتين: " نهر وقلبان"/ المتوكل طه. "قصيدتان"/ د. حكمت النوايسة. ونقرأ في العدد قصة: " تشابه وجوه"/ يسري الغول.
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب د. إبراهيم غبيش عن تجربته الإبداعيّة والنقدية في باب "مدارات البوح". العدد من إخراج المصمّمة حنان الطوس، وصورتا الغلافين الأمامي والخلفي للكاتب والإعلامي رمزي الغزوي.