Logo 2 Image




أرشيف مدن الثقافة الأردنية

اربد مدينة الثقافة الأردنية لعام 2007

إربد.. أولى مدن الثقافة الأردنية

اختيرت إربد "مدينة الثقافة الأردنية لعام 2007، لتكون بذلك المدينة الأولى في إطار مشروع مدن الثقافة الأردنية الذي أطلقته وزارة الثقافة عام 2007 . حيث يتم من خلاله اختيار مدينة أردنية للثقافة كل عام في مسعى لتعميم الثقافة على المحافظات، وتركيز المشاريع والأنشطة الثقافية فيها على مدار عام كامل.

ويعدّ هذا المشروع الأولَ في المنطقة العربية. حيث يسعى إلى ضمان عدالة توزيع الثقافة على محافظات المملكة بعد تمركز الحراك الثقافي في العاصمة عمان لسنوات عدة.

وجاء فوز إربد مدينة الثقافة لعام 2007، نظرا لأهميتها الحضارية عبر العصور. حيث تكثر فيها المواقع الأثرية مثل أم قيس، وبيت راس، وإيدون، وطبقة فحل، وتحيط بها السهول الزراعية الخصبة من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية، والتي سميت قديماً "الأقحوانة" نسبة إلى زهرة الأقحوان فيها. كما تضم عددا كبيرا من المؤسسات التعليمية المهمة مثل جامعة اليرموك، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة إربد الأهلية، وجامعة جدارا.. غلى جانب العديد من الكليات والمراكز الثقافية والحدائق والمتاحف التراثية والأندية الرياضية، فضلا عن باقة المبدعين والمثقفين الذين أنجبتهم مدينة إربد مثل عرار، وأديب عباسي وغيرهما الكثير ممن تركوا عظيم الأثر في الحركة الثقافية العربية.

وشهدت محافظة إربد أنشطة ثقافية واجتماعية واسعة خلال عام 2007 امتدت إلى قراها وأريافها، إضافة إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات ومهرجانات استقطبت شعراء وأدباء عربا وأجانب وعروضا سينمائية. وأصدرت الاحتفالية 42 كتابا تناولت تاريخ المدينة والحركة الفنية والثقافية فيها. وتم الإعلان عن 10 مسابقات في مجالات الإبداع المختلفة. بالإضافة إلى 44 مشروعا خاصا بالهيئات الثقافية وفي مجالات الفنون المختلفة.واختتمت الاحتفالية بحفل أقيم في مدينة الحسن الرياضية في اربد، حيث سُلمت من خلاله راية "الثقافة" إلى مدينة السلط.

وجسد الحفل الختامي إعادة حقيقية لتاريخ المدينة وماضيها من خلال الاحتفاء برجالات المدينة الذين قدموا إسهامات كبيرة في بناء الدولة الأردنية الحديثة بقيادة الملوك الهواشم، وعلى الصعد الحياتية كافة من اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية وفكرية وأدبية، مثل شهداء الوطن وصفي التل وفراس العجلوني وكايد مفلح عبيدات، إلى جانب عرض لعدد من شهداء الجيش العربي الذين سقطوا دفاعا عن عروبة فلسطين، وصوّر الحفل الحياة البسيطة لأهالي سهل حوران من خلال التعاون في ما بينهم على الزراعة والحصاد ودور ذلك في توثيق عرى التواصل والتقارب بين المواطنين.

بدأت الاحتفالية بعرض فقرات "مغنّاة إربد" من تأليف حبيب الزيودي وإخراج د. سهير التل، والتي حملت عنوان "حكاية القمح والمهابيش" بمشاركة الفنانة سلوى العاص وسميرة العسلي وسعود الخزاعلة وحسين السلمان وأحمد عبنده ويحيى صويص. حيث تم تقديم مجموعة من الأغنيات التي مثلت تراث إربد المدينة، إضافة إلى طبيعتها الفلاحية أيام حصاد القمح التي كانت تُستخدم فيها الأدوات القديمة كالغربال والشاعوب، إضافة إلى استخدام المهباش في صناعة القهوة.

وجرى عرض فيلم تصويري عن رجالات مدينة إربد: الشهيد وصفي التل وكايد عبيدات وفراس العجلوني، ليدخل الجمهور والمدينة في عناق مع أرواح الشهداء وسط حالة من الهدوء والسكون انتابت الحضور في لحظات استذكار لدور الشهداء في بناء الدولة الأردنية وتأسيس مبادئ الحب والانتماء للوطن.

"إربد" الأصل والمعنى.

يُقال إن الاسم الحالي هو تحريف لاسم البلدة الرومانية القديمة "بيت إربل" Beth Arbel، أو قد يكون مُشتقّاً من كلمة "الرُّبدة" بسبب لون تربة الأرض الزراعية الحمراء المصحوب بسواد الصخور البركانية المنتشرة في مُحيط المدينة، حيث يُقال: "ارْبَدّ وجهه"؛ أي احمَرَّ حُمرة فيها سواد عند الغضب، ما يعني أن اسم المدينة "إربد" تم تحويره من كلمة الرُّبدة ليُشير إلى صِفة المكان. وقد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أنها كانت تُنطق بالكسر (إربد)، وبالفتح (أربد)، وذكرها العرب قديماً بفتح ألِفها وسُكون الراء "أرْبِد".

 المساحة والسكان.

يبلغ عدد سكان محافظة إربد بحسب دائرة الإحصاءات العامة حوالي 1.113 ألف نسمة. وتمتد رقعة المحافظة على مساحة تبلغ 1.275 كم. مقسمة على تسعة ألوية: القصبة، بني عبيد، المزار الشمالي، الرمثا، بني كنانة، الكورة، الأغوار الشمالية، الطيبة والوسطية.

تحتوي المحافظة على قرى كثيرة بالمقارنة مع باقي المحافظات في الأردن، حيث يقدر عدد القرى حول إربد بخمسمائة قرية وتجمع سكاني تقريباً، متفاوتة في المساحة وعدد السكان والبعد عن مركز المدينة. ومن هذه القرى: كفريوبا، بشرى، الطره (درة الذهب)، بيت رأس، البارحة، حكما، علعال، مرو، أم قيس، سحم الكفارات، سوم وزَحَر.

يتخذ المخطط التنظيمي لمدينة إربد شكلاً سداسياً. ويمتد العمران فيها على شكل محاور بمحاذاة الطرق التي تربط المدينة بإقليمها. ففي اتجاه الغرب امتد العمران على طول شارع فلسطين وصولاً إلى الجانب الشمالي ليندمج بمنطقة البارحة. وفي اتجاه الجنوب امتد العمران على طول شارعي إيدون والجيش ليلتحم بحرم جامعة اليرموك. وفي اتجاه الشرق امتد العمران على طول شارع بغداد. وفي اتجاه الشمال كان لإنشاء المدينة الصناعية أثر في جذب السكان والعمران نحوها، الأمر الذي أدى إلى وصول العمران حدود بعض القرى الصغيرة الواقعة إلى الشمال من إربد، وقد امتد هذا العمران على طول شارعي حكما وعبد القادر الحسيني فغطّى المساحات الشمالية.

 إربد عبر العصور.

وَجد الإنسان الأول في الكهوف والمغاور في منطقة تل إربد ملاذا يحميه من أخطار الطبيعة ومن اعتداءات الأعداء. وزيادةً في التحصين فقد أحيط التل بسور ضخم من الحجارة البازلتية السوداء لم يبقَ منه اليوم سوى بقايا ظاهرة للعيان في طرفه الشمالي الغربي، وقد هُدِمت تلك البقايا عام 1937 عندما قامت البلدية بتوسيع الشارع المجاور لهذا السور.

عُثِر في هذا التل على عدد من الكهوف في الجهتين الشمالية والشرقية، وفي أحد هذه الكهوف وُجِدت قطعة من وعاء فخاري عليها رسم صيادٍ يحمل بيده رمحاً، ويرتدي قميصاً من دون أردان، وشعر رأسه وذقنه كثيف وغزير. ورُسمت عيناه بنقاطٍ سوداء بيضاوية الشكل.

العصر البرونزي

وفق تقرير أعده "د. روبرت ج وردن" من معهد الآثار في جامعة اليرموك عن حفريات تل إربد عام 1985، فإنّ مدينة إربد تُعَدُ من المستوطنات البشرية القديمة في منطقة جنوبي الشام، وتل إربد نفسه يعد من أكبر التلال التي صنعها الإنسان في هذه المنطقة، ويرجع تاريخ الآثار المُكتشفة في جوفه إلى أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، أي قبل بداية العصر البرونزي الأول.

هناك شواهد أخرى تدل على وجود تجمّع سكني ونشاطات بشرية في هذا الموقع تعود إلى العصر البرونزي المتوسط (2000-1600 ق.م)، وتشير الدلائل أيضا إلى وجود مدينة كبيرة في هذا الموقع في العصر البرونزي المتأخر، وقد أظهرت الكشوفات الأثرية أن المدينة تعرضت للتدمير أكثر من مرة بسبب عوامل الحريق والزلازل أو ربما بسبب الحروب القديمة التي كانت تحدث بين التجمعات السكانية في هذه المنطقة، حيث شهدت بلاد الشام تحركات سكانية متعددة، كانت سببا في نشوب الحروب وتدمير المدن وإحراقها. وليست هناك دلائل أثرية ملموسة عن الناس الذين أقاموا في إربد خلال الفترة الواقعة بين أوائل العصر البرونزي والعهد الروماني، وقد يكون دمار تلك الدلائل ناتجا عن إحدى الكوارث الطبيعية –كحدوث زلزال- ما أدى إلى جفاف مصادر المياه.

وبقي نقص المياه عائقا دون ازدهار المدينة حتى تغلبت عبقرية المهندسين الرومان عليه، عندما جلبوا المياه في قنوات باطنية من مكان قريب من الرمثا، ليس إلى إربد فحسب، بل إلى جدارا (أم قيس) أيضا. وقد عُثر في تل إربد على أدوات تمثل طقوسا دينية في موسم حفريات 1985. هذه الأدوات التي ترمز إلى ممارسات دينية وثنية قديمة، عُثر عليها في منطقة محددة تعود إلى المرحلة الانتقالية ما بين العصر البرونزي الأخير والعصر الحديدي. وهي تشير إلى التطور التدريجي في تصنيع الآنية الفخارية في هذه المنطقة. وقد تم العثور عليها في الناحية الشمالية الغربية من التل وتم تأريخها بحوالي 1200 ق. م. ويعتقد أن التدمير ناتج عن حريق هائل بالمنطقة. وبسبب التطور المعماري في تل إربد، لم يتبق سوى مساحة صغيرة قابلة لإجراء الحفريات الأثرية.

خضعت إربد عبر تاريخها لسيطرة الآدوميين والعمونيين والآشوريين واليونان والرومان والعرب الأنباط. وكانت قبل الفتح والتحرير العربي الإسلامي خاضعة للحكم الروماني الشرقي (الإمبراطورية البيزنطية).

الدولة الآشورية

في سنة 745 قبل الميلاد، قام الآشوريون باحتلال مدينة إربد في عهد ملكهم "تجلت بلاسر الثالث" (745-727 ق.م)، ويُقال إن عصر هذا الملك شهد تجديد بناء إربد وإعادة بناء سورها القديم. وجاء في الترجمة العربية لمجلد "دائرة المعارف الإسلامية": "ليس ببعيد أن تكون الأماكن المسماة (أرابيلا) و(أربيل) و(إربد) الواقعة خارج (آشور) قد ابتناها أهل (أربلا) الآشورية باسم مدينتهم". وأربلا الآشورية هي مدينة (أوبل) العراقية الواقعة على بعد نحو 80 كم جنوب شرق الموصل. وبحسب الأطلس التاريخي للأراضي المقدسة للجغرافي "آدم سميث"، تقع (آبلا) تقريباً في الموقع نفسه لمدينة إربد الحالية.

الفراعنة 

قام الفراعنة المصريون باحتلال إربد والمنطقة المحيطة بها في عهد ملكهم "بسامتيك الثاني" سنة 590 ق.م، ودام حكمهم هناك لفترةٍ قصيرة نسبياً.

البابليون

في عام 586 ق.م وقعت إربد تحت سيادة حضارات ما بين النهرين، حيث قام البابليون باحتلال إربد بعد أن تمكن ملكهم المعروف "نبوخذ نصر" من هزيمة الفراعنة وطردهم منها.

الفرس

وبمجيء الفرس من بلاد فارس وقضائهم على البابليين، خضعت جميع البلاد البابلية لهم بما فيها إربد، وأصبحت تحت سيطرتهم، وذلك في عام 539 ق.م، وضُمّت مدينة إربد إلى الولاية الخاصة بتلك المنطقة والتي سميت "مزربانه عبر نهرا".

العصر الهلنستي

بقيت المنطقة تحت حكم الفرس إلى أن قام الاسكندر المقدوني باحتلال بلاد الشام ومصر بعد انتصاره على ملك الفرس داريوس سنة 333 ق.م، فأصبحت إربد حينئذ تحت سيطرة الإغريق اليونانيين، وبقيت كذلك لفترة تناهز الثلاثمائة سنة.

تظهر أهمية إربد في العصر الهلنستي عندما أُعيد بناؤها ومدن المنطقة على نمط جديد متأثرٍ بالأسلوب الإغريقي، حيث المدرجات والمسارح والملاعب والمعابد والشوارع المحاطة بالأعمدة، وإحاطة المدينة بالأسوار المنيعة. وأُطلق على المدينة اسـم أربيـلا (Arbela). كان الإغريق يهدفون من وراء إعادة بناء تلك المدن وعلى رأسها إربد إلى:

  • إيجاد مراكز لنشر الثقافة والحضارة اليونانية في الشرق.
  • العمل على صهر شعوب المنطقة في الثقافة اليونانية عن طريق التزاوج والصداقة والتحالف.
  • تأسيس قواعد عسكرية في تلك المنطقة لحماية تجارتهم.
  • الوقوف في وجه غارات القبائل البدوية القادمة من الشرق.
  • إنشاء مراكز دعم في قلب خطوط المواصلات والاتصالات التي تربط بلاد الرافدين وجنوب سوريا بالساحل الفلسطيني ومصر.

وكانت إربد في ذلك الوقت تحكم نفسها حكما ذاتيا على الطريقة اليونانية، وتُسيطر على ما حولها من الأرياف والقرى والمزارع، فتشرف على الزراعة وتجبي الضرائب.

ويرجع السبب في قلة الآثار المُكتشفة من تلك الفترة، إلى أنّ المدينة تعرّضت في فترةٍ ما إلى الزلازل التي ردمتها، كما أن البشر الذين استوطنوا إربد قد ساهموا في تدميرها من خلال إعادة استخدام حجارة تلك المعالم في بناء منازلهم الخاصة، ما أدى إلى القضاء على الآثار.

"أرابيلا" إحدى مدن الديكابوليس

بعد سقوط الحضارة الإغريقية وانتهاء العصر الهلنستي في المنطقة، خضعت إربد والمناطق المُحيطة بها سنة 64 ق.م لحكم الرومان. وأصبحت إربد جزءاً من ولاية سورية الرومانية التي كانت عاصمتها أنطاكية في ذلك الوقت. تابعت مدينة إربد ازدهارها تحت الحكم الروماني، وتغير اسمها من "أربيـلا" (Arbela) إلى "أرابيلا" (Arabella)، وأُدخلت ضمن حلف "المدن العشر" (الديكابوس) الذي أقامه الرومان على يد الإمبراطور بومبي لنشر الثقافة الرومانية وتنظيم العلاقات التجارية بين مدن هذا التحالف وبين روما. ومن المُدن الأخرى المحيطة بإربد والتي شهدت ازدهاراً مماثلاً في الفترة نفسها: بيت رأس (Capitolias)، إيدون (Dion)، طبقة فحل (Pella)، أم قيس (Gadara) وقويلبة (Abello).

وقد انخرطت إربد في معاهدات وتبادلات تجارية كثيرة مع تلك المدن بالإضافة إلى بيسان ودمشق. كما اتخذ الرومان من تل إربد منصة عالية لمراقبة تحركات القادمين من الشام والمساعدة على أخذ (الأتوات) من مزارعي القمح في سهل حوران لتصديرها إلى روما وإلى بقية المستعمرات الرومانية، حيث كان لوقوع مدينة إربد وإشرافها على سهول حوران الممتدة بجوارها من جهة الشرق حتى دمشق أهمية كبرى لدى الرومان في مسألة إنتاج الحبوب، إذ كانت تمدهم بالقمح الجيد، حتى إنه كان يُطلق على سهول حوران ومعها سهول إربد اسم "أهراء روما"، أي مخزن الحبوب الذي يوفر القمح للرومان.

وفي العصر الروماني، حُلّت مشكلة المياه التي عانا منها إربد مراراً على يد المهندسين الرومان، وذلك بواسطة جر المياه عبر الأقنية المحفورة تحت الأرض من "تل الرميث" الواقع على مسافة كيلو مترين جنوبي مدينة الرمثا إلى إربد وأم قيس. ولم تتأثر مدينة إربد كثيراً عندما حصل الانقسام في الإمبراطورية الرومانية في عام 286 م والذي جعلها تتبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، بل استمرّت في النمو والازدهار في ظل الحُكم الجديد، ولعلّها حظيت بمزيدٍ من الاهتمام في تلك الفترة كون مقر الإدارة المركزية (العاصمة) أصبح أقرب بعد أن انتقل من روما إلى القسطنطينية.

وتعدّ الآثار المكتشفة في إربد والتي تعود إلى تلك الحقبة قليلة نسبياً، ومنها مُدرج روماني، بالإضافة إلى عثور علماء الآثار عام 1906 على نقشٍ حجري أسفل تل إربد يرجع تاريخه إلى (238-239 م) تُبرِز كتابته سيطرة الرومان على المدينة. ويحمل هذا النقش أسماء شخصيات رومانية شاركت في ذلك العمل، ويشير أيضاً إلى أنّ الرومان أقاموا في إربد بناء ضخما بمناسبة قدوم الإمبراطور الروماني ماركوس إليها، وهو شديد الشبه بأقواس النصر التي كانت تقام للأباطرة في مداخل المدن الرومانية، لكن هذه البوابة غير موجودة اليوم. وما تزال بقايا آثار بعض المغائر وبرك المياه الرومانية ماثلةً للعيان، إلا أن معظمها اندثر بسبب التطور العمراني الحديث.

دولة الأنباط

خضعت إربد خلال الفترة الرومانية، إلى حكم الأنباط في الجنوب الذين امتد حكمهم في وقتٍ ما حتى أبواب دمشق، لكن دولتهم سرعان ما سقطت على يد الإمبراطور الروماني "تراجان" سنة 106 م، ما أعاد إربد مرةً أخرى إلى الحكم الروماني. وكان هذا الحدث بدايةَ النهاية لحلف "الديكابولس".

دولة الغساسنة

وفي القرنين الخامس والسادس الميلاديين، سكنت المدينة قبائل غسان التي بلغت مجدها أيام الحارث بن جبلة الذي استطاع وبدعمٍ من الإمبراطور الروماني جوستنيان، أن يمد سلطانه على القبائل العربية في بلاد الشام الجنوبية سنة 529 م ومن بينها شمالي الأردن الذي عظمَ فيه نفوذ الغساسنة وخاصة بلدة "بيت راس" التي اشتهرت بإنتاج العنب والخمور، وتغنّى بخمرها شعراء العصر الجاهلي كحسان بن ثابت والنابغة الذبياني.

كان الغرض من دعم دولة الغساسنة في ذلك الوقت من قِبَلِ الإمبراطورية البيزنطية هو جعل المملكة الغسّانية تلعب دور الحارس الرئيس لطرق التجارة المهمة في شمالي الأردن من الهجمات المتفرّقة وتحديدا الهجمات الفارسية، علاوةً على أنّ الكثير من الغساسنة انضم للجيش البيزنطي وساعد في درء أخطار الغزو الفارسي للمنطقة. لكن قوة هذه الدولة تراجعت في ما بعد وخاصة بعد الغزو الفارسي المُؤقّت للمنطقة سنة 611 م، وانتهت دولة الغساسنة تماماً في معركة اليرموك سنة 636 م.

إربد في صدر الإسلام

كانت معركة اليرموك (15 هـ/ 636 م) بقيادة خالد بن الوليد، والتي أنهت وجود الإمبراطورية البيزنطية (مُمَثّلاً غالباً بدولة الغساسنة) من أبرز أسباب دخول إربد في ظِل الحكم الإسلامي، حيث قام القائد شرحبيل بن حسنة بضمها بغير قتال بالإضافة إلى العديد من الحصون والمدن شمال الأردن ومن أهمِّها بيت رأس وأم قيس، كما قام أبو عبيدة عامر بن الجراح بِضَم طبقة فحل. وابتداءً من عام 639 م أصبحت إربد كباقي الجزء الشمالي من الأردن الحالي، تابعةً إدارياً إلى "جُندِ الأردن" وعاصمته طبرية، ولم ترد إربد كـ"كورة" من كُوَرِ هذا الجند، ومن الغالب أنّها كانت تابعةً إدارياً لِكورة بيت راس، نظراً لكون هذه الأخيرة أقرب مركز كورة إلى إربد.

استخدم المسلمون تلَّ إربد لتحديد اتجاهات الجيوش إلى الشام والعراق وفلسطين بواسطة مشاعل نارية متصلة بين تل إربد وتل الحصــن وتل الناصرة، والمرتفعات الطبيعية الأخرى باتجاه "أم قيس" حتى طبريا والناصرة وبيت المقدس. وقد تنبه قادة الجيوش الإسلامية لاستراتيجية مدينة إربد وتلها العظيم إبان معركة اليرموك وذلك لقربها من دمشق ولوقوعها على حافة بادية الشام وملتقى طرق سورية والعراق وفلسطين. وفي إربد العديد من مقامات الصحابة والمساجد والصروح الدينية التي تعود لتلك الفترة.

العصر الأموي

عندما آلت الخلافة إلى بني أمية، استمرّت إربد بالازدهار بحكم موقعها على طريق فواقل الحج المتجهة إلى الحجاز، وأصبحت منذ بداية الخلافة الأموية محطّ أنظار الرحالة ورجال الدين المسيحيين من الدول الأوروبية وغيرها، حيث كانت أم قيس وإربد من المحطّات الرئيسية للمسيح بعد عبوره نهر الأردن هرباً من اليهود، وقد زارها المطران (آركولف) مطران (الغال) في تلك الفترة وأقام في إربد والأغوار الشمالية لمدة من الزمن وروى عن مُشاهداته في تلك المنطقة أخباراً كثيرة.

تعززت مكانة إربد أكثر في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك بن مروان الذي استلم الخلافة سنة 101 هـ/ 720 م وبنى فيها قصراً فخماً كان يفضّل الإقامة فيه على غيره من القصور المنتشرة من دمشق حتى شمال الجزيرة العربية، ويعود هذا التفضيل لاهتمام أهل مدينة إربد بالفن والأدب والشعر والطرب والموسيقى، ولقرب المدينة أيضاً من العاصمة دمشق.

وكانت الحالة الاقتصادية تنشط في مدينة إربد خلال فترة إقامة يزيد فيها، وكان سوقها يتحول إلى ما يشبه معرضاً للمنتجات اليدوية.

وقد تُوفي الخليفة نفسه في إربد، وتروي بعض الروايات أنه دُفِن فيها، والأرجح أنه نُقِل إلى دمشق ليُوارى الثرى هناك في حدود سنة 105 هـ/ 724 م.

وفي العام 747 م، ضرب المدينةَ وجوارها زلزالٌ عنيف أدّى إلى تدمير الكثير من المعالم الحضارية لذلك العصر ومن أهمّها قصر الخليفة يزيد بن عبد الملك، وكان حدوث ذلك الزلزال قبل انتقال السلطة إلى العباسيين بثلاثة أعوام، ومما زاد مُعاناة المدينة وأهلها انتشار مرض الطاعون الذي عُرِف باسم "طاعون عمواس" والذي قتل المئات من أهلها، وقيل إن الموتى كانوا يُدفنون بقبور جماعية.

العصر العباسي

تراجعت مكانة إربد في العصر العباسي، بسبب انتقال عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد، ثم خضعت لحكم الدول التي بدأت بالانفصال عن الدولة العباسية، مثل: الدولة الطولونية، والدولة الإخشيدية، والدولة الفاطمية، والدولة السلجوقية، ثم دولة الفاطميين مرة أخرى، فدولة الأيوبيين، فدولة المماليك.

العصر الأيوبي

في العهد الأيوبي، عادت إربد إلى عصرها الذهبي، فتجددت مهمتها العسكرية وأصبحت بوابـة عبور للجيوش الإسلامية الزاحفة باتجاه "حطين" وبيت المقدس، وعاشت أفراحها بالانتصار العربي الإسلامي، وكان لـتلّ إربد دور مهم في نقل إشارات الحرب وتحركات الجيوش.

أصبحت إربد في العصر الأيوبي على تماس مباشر مع الوجود الصليبي في فلسطين، وصارت طريقا لتنقل جيوش صلاح الدين إلى الأغوار وخاصة إلى القصير المعيني (الشونة الشمالية)، وإلى سهول الأقحوانة المطلة على بحيرة طبرية وبيسان وكوكب الهوى. كما أصبح لها أهمية خاصة في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق شرقا، وعكا غربا على الساحل الفلسطيني، وكان من يريد الوصول إلى عكا عليه أن يسلك طريقا آخر يمر عبر مدينة إربد إلى القصير (الشونة الشمالية)، ثم إلى جسر الصنبرة فطبرية ليصل إلى عكا.

كما خدمت طرق إربد القوافل التجارية التي كانت تجوب المنطقة خلال فترة الحروب الصليبية، فكانت قوافل الجمال تجتاز تلك الطرق بوصفها أقل وعورة من طريق بانياس المخصص لقوافل البغال التي تجيد السير في الشعاب. وعبْرَ سهولها مرّ الناصر صلاح الدين الأيوبي بجيشه وجحافله إلى شمال فلسطين والتقى بجحافل الصليبيين في سهل حطين في معركة حاسمة أنهت الوجود الصليبي في المنطقة. وكان لمدينة إربد في العصر الأيوبي دور مهم في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني، وكان على من يريد أن يصل إلى عكا المرور عبر مدينة إربد.

العصر المملوكي

لعبت إربد دورا بارزا في العصر المملوكي، إذ كانت إحدى محطات الحمام الزاجل، والأبراج، والمنارات، ومركزا مهما للبريد، وممرا للتجار وقوافلهم القاصدين إلى الديار المصرية، وكانت إربد آنذاك تابعة لنيابة دمشق، وقد وصفها القلقشندي بقوله: "وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة، التي هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار قاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران".

هكذا يتبين أن إربد شكلت قلب شبكة الاتصالات والمواصلات بين الشام ومصر في العصر المملوكي، بالإضافة إلى حركة القوافل التجارية والجيوش والمسافرين من القاهرة ودمشق وإليهما، وقد أدى ذلك إلى ازدهارها تجاريا، فأقيمت بها الخانات لخدمة المسافرين والتجار، كما وُجدت بها بركة ماء كبيرة لتزويد القوافل بالماء، وبقيت هذه البركة قائمة حتى طُمرت وأقيم فوقها موقف للباصات، وما يزال الحي المجاور لهذا الموقف يُعرف باسمها (حي البركة).

كما بنى المماليك فيها المسجد الغربي الذي ما يزال قائما إلى اليوم، وبنوا فيها برجا تطير منه حمائم البريد التي تحمل الرسائل من دمشق إلى القاهرة.

من علماء إربد في العصر المملوكي

برز في إربد والقرى المحيطة بها مجموعة من علماء الدين والخطباء في العصر المملوكي، من أشهرهم:

  • أحمد بن سليمان الإربدي (توفي 1374 م)، تفقّه على يد ابن خطيب يبرود وغيره، مهر في الفقه والأصول والأدب، وكان محببا إلى الناس، لطيف الأخلاق، أخذ القضاء عن الفخر المصري، وكانت له أسئلة حسنة في فنون العلم.
  • حسن بن أحمد بن أبي بكر بن حرز الله الإربدي (توفي 1360 م)، عالم بالفقه واللغة، كان عارفا بالشروط، وُلِّيَ قضاء الحج.
  • الفقيه قاسم بن محيسن الإربدي (توفي 1362 م).
  • يحيى بن عبد الله بن محي الدين الإربدي (1466-1516 م)، وُلد بإربد، وتلقى العلم والفقه على يد مشايخ دمشق، ولُقب بالشيخ العالم الصالح. سكن دمشق، وتوفي فيها.
  • العالم الصالح يوسف الدجاني الإربدي، من علماء القرن العاشر الهجري.
  • عبد الغني بن الجناب العجلوني الإربدي الجمحي (1468-1546 م)، زاهد ومتصوف، أصله من "جمحا" (إحدى قرى إربد)، وكانت له منزلة خاصة لدى العلماء ورجال الحكم في دمشق، وكثيرا ما تردد إلى باشا دمشق لرفع المظالم عن أهالي منطقته.

العصر العثماني

كانت إربد خلال الحكم العثماني شبه مهملة، على الرغم من كونها المركز التجاري لمنطقة الشمال الأردني، وكانت تتبع إدارياً إلى مركز المتصرفية في درعا حتى عام 1920، وفي عام 1884 بُنيت دار الحكومة في إربد وخرج أهل إربد إلى الشوارع فرحاً، حيث كانت القضايا العامة لا تُحَلّ إلا من قِبَل الحاكم الإداري في درعا، فخفّف بناء دار الحكومة عليهم مشقات السفر إلى درعا. وكان "سنان باشا" المشرف العام على بناء المساجد والمقرات الحكومية في الدولة العثمانية قد زار مدينة إربد عام 1855، فاختار تل إربد ليجعله مقراً للحاكمية الإدارية، وعلى أطرافه بُنيت البلدية، والبنك الزراعي، ودار الوقف والأيتام، والمسجد، والحامية العسكرية. أما التعليم، فرغم كثرة العلماء الذين أنجبتهم مدينة إربد إلا أن عدد الذين يستطيعون القراءة كان محدوداً.

وفي سنة 1879، وبعد مطالبات من الأهالي، تأسست المدرسة في إربد، وتعين فيها معلمان هما: عبد الحكيم أفندي والشيخ عوض الهامي، وفُتحت المدرسة في غرف الجامع الغربي، وكان عدد التلاميذ فيها لا يزيد على عشرين تلميذاً.

أقامت الدولة العثمانية في إربد العديد من المباني الحكومية، حيث بنى سنان باشا عام 1855 قلعة صغيرة (سرايا) ومسجدا على تلها المعروف، ولكن القلعة لم يُعْتَنَ بها مما أدى إلى اندثارها، أما المسجد فما يزال قائما إلى اليوم في إربد ويُعرف باسم "المسجد الغربي"، وقد بني من الحجارة البازلتية السوداء المتوفرة في المنطقة.

وفي عام 1884 شُيدت في إربد دار الحكومة (السرايا)، وكان في ساحتها بركة لجمع مياه الأمطار يستقي منها الأهالي، وما تزال سرايا إربد قائمة إلى اليوم حيث رممتها دائرة الآثار العامة، وقد استُخدمت السرايا كمركز لإدارة قضاء عجلون منذ تلك الفترة حتى ترك العثمانيون إربد يوم 27 أيلول 1918.

وكان في إربد في تلك الفترة دار للبلدية التي تأسست عام 1881، وفرع للبنك العثماني أنشئ عام 1900، وإدارة الغابات (أورمان إدارة سي)، ومحكمة بداية، ومركز بريد، ومأمور طابو (أراضي)، ومكتب تحصيل الضرائب، ومدرسة لتعليم الصبيان (أُسست عام 1850)، والعديد من الدوائر المدنية والعسكرية.

وقام محمد طاهر بد رخان قائمقام قضاء عجلون (1883-1884) بالعديد من الإصلاحات في القضاء كان من أبرزها:

  • تعمير الجامع الغربي في إربد.
  • إنشاء مدرسة ابتدائية مكونة من أربع غرف تتسع لحوالي مائة وخمسين تلميذا.
  • إعادة ترميم بركة إربد.

ثم تولى المنصب حسن شوقي بك الذي واصلَ الأعمال العمرانية التي بدأها طاهر بك. وكانت إربد في تلك الفترة قرية صغيرة تضم 130 بيتا، ولا يتجاوز عدد سكانها 700 نسمة. كما وُجدت في قضاء عجلون إدارة الغابات "أورمان إدارة سي" التي تأسست عام 1306 هـ/ 1888 م للإشراف على الغابات والأحراج التي تغطي مساحات واسعة من أراضي عجلون، وعُين لها موظفون، وفي الحرب العالمية الأولى تعرضت غابات عجلون إلى تقطيع من قِبل الدولة العثمانية لاستخدام الأخشاب كوقود للقطارات.

قبل نشوب الحرب العالمية الأولى 1914 فُرض التجنيد الإجباري على الأهالي شرقي عجلون باستثناء متصرفية الكرك، وهو ما عُرف باسم "سفربرلك" (أي النفير العام وحمل السلاح)، وسيق الشباب إلى جبهات القتال في البلقان والأناضول ومصر ومات الكثيرون هناك.

وتشدد قائمقام عجلون سنة 1913 بالإجراءات العسكرية، وأخذ من قضاء عجلون وحده طابورا ونصف الطابور من الشباب لساحات معارك الدولة العثمانية البعيدة. وكان يتم أخذ الجنود ممن بلغوا العشرين من العمر عن طريق "القُرْعَة"، وكانت القرعة تجري في إربد بمقر للشعبة العسكرية (شعبة أخذ عسكر). وظل لواء عجلون يمد الدولة بالمجندين حتى قامت الحرب العالمية الأولى وأُعلن "النفير العام" في آب 1914.

في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، كانت إربد قرية صغيرة بُنيت منازلها من الحجر والطين والقناطر، وتعتمد على الزراعة وتربية الماشية، وكانت محصورة في المنطقة الجنوبية الغربية من التل، ومع ذلك كان لها وزنها الإداري والتجاري في المنطقة، ولم يكن عدد سكانها يتجاوز ألف نسمة. بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها الجيش التركي على جبهتَي القتال في فلسطين وشرقي الأردن، لجأ الجيش الرابع المتقهقر إلى شمالي الأردن، وأصبحت إربد أحد معابر الجيش التركي المتقهقر من فلسطين، فقد عبرت الجيوش التركية الغور بقيادة مصطفى كمال باشا (أتاتورك في ما بعد) واستأذنت بالمرور من قرية إيدون، فأذن لها محمد الحمود الخصاونة –الذي كان رئيسا لبلدية إربد في العهد العثماني– ودخلت القوات البلدة، وبقيت فيها ثلاثة أيام، ثم غادرتها دون حدوث أي مشاكل، فواصلت سيرها إلى الرمثا ومنها إلى سوريا فتركيا. ثم قامت فرقة الفرسان الرابعة البريطانية بالزحف على إربد، فسارت من يافا إلى العفولة إلى بيسان، واستولت على جسر الشيخ حسين وجسر المجامع، وقتلت عددا كبيرا من الجنود الأتراك، فأصبحت الطريق سهلة لتقدم هذه القوة إلى شمالي الأردن.

وبعد أن حلّت الهزيمة بالأتراك، انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي العام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد بقية الأتراك؛ لكنه لم يستطع الوصول إلى المدينة لإتمام مُهِمّته. وفي يوم 26 أيلول 1918 هاجم اللواء العاشر البريطاني الجبهة التركية الممتدة في زبدة- إربد-بيت راس، وقد تولى الدفاع عن إربد ضابط عثماني من أصل عربي اسمه "منيب الطرابلسي"، وكبد الإنجليز خسائر في الأرواح، وفي ليلة 26 أيلول انسحب الجيش العثماني من إربد، فوصل الجيش البريطاني إلى أبوابها ودخلوها في صباح يوم 27 أيلول 1918. وفي عام 1924 غادرت إربد مفرزة من الجيش البريطاني كانت متمركزة فيها. وبعد انسحاب العثمانيين من إربد عُهد إلى الشريف سعد السكيني تنظيم شؤون الحكم في إربد خلال العهد العربي الفيصلي.

إربد أيام الحكم الفيصلي السوري

بعد نهاية الحكم العثماني عن بلاد الشام عام 1918، شكل الأمير فيصل بن الحسين حكومة عسكرية في دمشق بتاريخ 5 تشرين الأول 1918، وكانت هذه الحكومة تبسط سيطرتها على سورية الداخلية وشرقي الأردن من حلب شمالا حتى العقبة جنوبا، وبعد انسحاب الجيش البريطاني (لواء وفرقة الخيالة الرابعة) من إربد في 19 أيلول 1919، بقي الأردن تحت حكم الملك فيصل بن الحسين لمدة سنة وتسعة شهور حتى معركة ميسلون التي جرت يوم 24 تموز 1920. وقد جرى في ذلك العهد إلغاء التقسيمات العثمانية الإدارية للمنطقة، وأصبحت سوريا مقسمة إلى ثمانية ألوية، وتوزع شرقي الأردن على ثلاثة ألوية هي: الكرك، البلقاء، حوران ومركزه درعا بدلا من سنجقية عجلون، وأُتبع إليه اللواء الشمالي الذي أصبح مقسما إلى قضاء عجلون وقضاء جرش.

وعندما تشكل المؤتمر السوري الأول، وافتتح أعماله في دمشق في 7/6/1919 سارع أبناء الأردن إلى إجراء الانتخابات، وإرسال مندوبيهم للمشاركة في أعمال المؤتمر، وقد مثل منطقة عجلون/ إربد كل من: الشيخ إبراهيم حماد حتاملة، سليمان السودي الروسان وعبد الرحمن رشيدات.

وشارك أبناء الأردن في المؤتمر السوري الثاني الذي عُقد في الفترة 6-8/3/1920، وحضروا الاحتفال الذي أقيم في دمشق بمناسبة إعلان الحكومة العربية، وتتويج فيصل بن الحسين ملكا على سورية، والمناداة بالاستقلال الناجز. وقد مثل قضاء عجلون في ذلك المؤتمر الزعامات التالية: الشيخ إبراهيم حماد حتاملة، سعد العلي البطاينة، سليمان السودي الروسان، ناجي العزام، سالم الهنداوي وكليب الشريدة.

عصر الحكومات المحلية

بعد سقوط الحكم العربي الفيصلي، ظهرت الحاجة لسد الفراغ السياسي السائد، ما دعا إلى تأسيس حكومات محلية. كان البريطانيون قد اتفقوا على إرسال ضباط سياسيين بريطانيين إلى مناطق الأردن بشرط ألا يكون هناك ضرورة لوجود حاميات عسكرية لتحافظ على سلامتهم. فجاء المندوب السامي البريطاني في فلسطين (هربرت صموئيل) إلى السلط يوم 12 آب 1920 واجتمع مع زعماء ومشايخ شرقي الأردن من البلقاء والكرك، أما نائبه (سمرست) فقد اجتمع بأعيان اللواء الشمالي في أم قيس في 2 أيلول 1920. وأسفر الاجتماعان عن الدعوة إلى تشكيل حكومات محلية في كل من عجلون والسلط والكرك، يدير شؤونها أحد رجال الإدارة بالتعاون مع مجلس استشاري أعضاؤه من وجوه المنطقة وأعيانها، وكان يمثل بريطانيا لدى كل حكومة من هذه الحكومات معتمد بريطاني.

وبعد مفاوضات مع الإنجليز تأسست حكومة إربد المحلية برئاسة أمير اللواء علي خلقي الشرايري في 5 أيلول 1920.

كانت ميزانية هذه الحكومة أضخم موازنة في تاريخ الحكومات المحلية الأخرى، وأخذت على عاتقها مد الثوار العرب في سوريا ضد الفرنسيين، والثوار الفلسطينيين ضد الإنجليز، ما أقلق مضاجع الاستعمار الفرنسي والبريطاني من هذا المد البشري والمادي والمعنوي، فلجأت بريطانيا إلى تقسيم المنطقة وتشجع الحكومات الانفصالية في الكرك والسلط وعجلون، وعدم مد العون المادي والعسكري لكل منها، وأخذ الصراع يحتدم بين هذه الحكومات.

واستمرت حكومة إربد تمارس أعمالها حتى يوم 11 نيسان 1921 عندما تشكلت الإمارة رسميا.

وقد أشاد المجاهد السوري تيسير ظبيان بحكومة إربد بقوله: "كانت حكومة إربد التي ترأسها السيد علي خلقي أكثر تلك الحكومات استقرارا، وأحسنها تنظيما، وأبعدها نفوذا، وأقواها مادة، فقد بلغ الوفر الذي كان موجودا في خزانتها في العام الأول من تأسيسها عشرة آلاف دينار (جنيه مصري)، وهو مبلغ جسيم بالنسبة لتلك الظروف والأوضاع".

إمارة الأردن الانتقالية

شكّل الأمير عبد الله بن الحسين أول حكومة مركزية في الأردن بتاريخ 11 نيسان 1921. وكانت إربد من المحطات التي شهدت زيارات الأمير الذي اعتمد كثيراً على مشايخها وقادتها في بناء الدولة ومؤسساتها الحكومية. ولعبت إربد دورها الجهادي في دعم ثوار سورية وفلسطين، وشارك فرسانها بقيادة المجاهد خلف محمد التل في ثورة العراق عام 1920، وفي عام 1948 أيضاً، وأصبحت إربد المدينة الثانية بعد العاصمة عمان من حيث البنى التحتية والمؤسسات التعليمية الأكاديمية والمنتديات الثقافية، فأُطلق عليها "عروس الشمال الأردني".

تاريخ إربد في العصر الحديث

في 2 آذار 1921 وصل الأمير عبد الله بن الحسين –طيب الله ثراه إلى عمان قادما من معان، وفي 27 آذار توجه إلى القدس وقابل وزير الخارجية البريطانية ونستون تشرشل، وفي اليوم التالي من هذه المقابلة اعترفت بريطانيا بالأمير عبد الله بن الحسين أميرا على شرقي الأردن. وبعد عودته إلى عمان تلاشت الحكومات المحلية وحل محلها حكومة مركزية، عهد الأمير في تأليفها إلى رشيد بك طليع، وكان برنامجه توحيد البلاد. شهدت إربد إصلاحات مهمة في عهد الإمارة، خصوصا على يد المتصرف عبد المهدي الشمايلة (1933-1937)، الذي أخذ على عاتقه تحويلها إلى "مدينة عصرية" على حد تعبير المؤرخ محمود العابدي.

الحركة الثقافية في إربد

المجلات

شهدت إربد تطوراً علمياً وثقافياً ملفتاً، وفيها صدرت مجلات ثقافية مرموقة منها:

مجلة صوت الجيل 

كانت تصدر عن ثانوية إربد وكتب فيها عرار وأديب عباسي ومنيف الرزاز وعبدالرحمن منيف الروائي العربي الكبير، وكانت المجلة تُطبع في دمشق وتوزع في شرق الأردن، واستمرت منذ 1949 حتى 1953.

مجلة وحي العروبة

كانت تصدر عن كلية العروبة الأهلية لصاحبها المربي الكبير محمود أبو غنيمة.

مجلة المدى 

وقد أصدرها الأديب نايف أبو عبيد وصدر منها ثلاثة أعداد.

مجلة عرار 

أصدرتها مديرية ثقافة إربد خلال التسعينات من القرن العشرين. صدر منها 35 عدداً وترأس تحريرها د. سليمان الأزرعي.

أهم الشخصيات الأدبية والفنية في إربد  

 مصطفى وهبي التل/ عرار (1897-1949)

وُلد في مدينة إربد عام 1315 هـ/ 1897 م، وتوفي فيها عام 1368 هـ/ 1949 م. يُعد عرار من أعظم شعراء الأردن دون منازع، عَرَف التمرد والبوهيمية في حياته، وأحب الأردن بكل جوارحه، كما درس الحقوق واشتغل بالمحاماة، ومن آثاره " زهور الغاب"، وهو مخطوط حقّقه أحمد أبو مطر، وديوانه "عشيات وادي اليابس".

محمد صبحي أبو غنيمة (1902-1970)

من مواليد مدينة إربد، ومن أصدقاء عرار، درسا معاً في إربد، وفي مدرسة عنبر بدمشق، وفي عام 1964 عُين سفيراً للأردن لدى سورية وظل فيها حتى وافاه الأجل المحتوم. له مجموعة من القصائد المترجمة عن الألمانية، أصدر أثناء دراسته في ألمانيا مجلة "الحمامة" . توفي عام 1970.

محمود الروسان (1922-1980)

وُلد في بلدة سما الروسمان/ إربد، وتلقّى دراسته الأولى فيها، ثم انتقل إلى عمّان ودرَس فيها المرحلة المتوسّطة، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط سنة 1941. ثم حصل من واشنطن على شهادة جامعيّة متخصّصة بالإدارة سنة 1956، وعلى شهادة الماجستير في العلوم السياسيّة والعلاقات والمنظّمات الدوليّة (1958).

عمل مدرّساً في إعدادية الهاشميّة في عمّان 1942، ثم التحق بالخدمة العسكريّة، فتخرّج في الكليّة العسكريّة برتبة مرشّح ضابط في الجيش العربي الأردني.

اشترك في حرب فلسطين سنة 1948، وخاض معارك باب الواد واللطرون وبوّابة القدس. عمل في واشنطن؛ ملحقاً عسكرياً (1953-1956)، ثم وزيراً مفوّضاً (1957-1958). عاد إلى عمّان وشغل منصب مدير الإحصاءات سنة 1958، ثم انتُخب في مجلس النوّاب الأردني عن محافظة إربد سنة 1965. مُنح وسام الإقدام العسكري في الميدان (1948). وتوفي سنة 1980. من مؤلفاته الشعرية: "على دروب الكفاح" (1960)، "دموع وأناشيد إلى عائدة" (1980)، "عصارة روح" (1980).

د.محمود عبيدات

أديب وكاتب في التاريخ، كتب في تاريخ إربد، وله 45 مؤلفاً. أديب عباسي (1905-1997) 

وُلد في بلدة الحصن سنة 1905، وتلقّى دراسته الابتدائية ودراسته الثانوية في الناصرة، ثم تخرّج في دار المعلّمين في القدس. اختير بسبب تفوّقه لبعثة دراسية في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درس الاقتصاد، ثم تحوّل إلى دراسة الأدب العربي.

عمل مدّة شهر واحد في لجنة التصدير والتوريد في عمّان، ثمّ ترك وظيفته، وتحوّل إلى التعليم، فعمل مدرّساً للأدب العربي، والفلسفة، وعلم النفس في عددٍ من مدارس فلسطين، وشرق الأردن في الفترة 1930-1942.

كتب في مجلّتي "الرسالة" و"الرواية" اللتين أصدرهما أحمد حسن الزيّات، ونشر كتاباته في "الثقافة" و"الهلال" و"الغد" و"المقتطف" إلى جانب العديد من الصحف والمجلاّت في الأردن وفلسطين. وظلّ مثابراً على الكتابة خلال سني عمله في التدريس إلى أنْ قُدّم إلى مجلس تأديبي عقد لمناقشة تعارض نشاطاته الأدبية والفكرية مع مهنة التدريس، وقرّر المجلس تخفيض راتبه، واشترط التزامه بالتوّقف عن الكتابة والنشر. فاضطر أديب إلى ترك عمله، وانقطع للقراءة والكتابة في بيته منذ ذلك التاريخ، فعاش حياة الكفاف في العَقْد الذي بناه أبوه، والذي تحوّل بعد وفاته إلى متحف خاصّ بأعماله ومقتنياته.

كتب أديب الشعر، والمقالة، والقصّة، والرواية باللغتين العربية والإنجليزية، وترجم العديد من عيون الشعر العالمي، وألّف في الفلك والعلوم الطبيعية، وترك نحو مئة مخطوط. توفي في 9/5/1997. من مؤلفاته: "عودة لقمان" 1956 "أشواق قيثارة" 2002.

عقيل أبو الشعر

وُلد في الحصن عام 1893، نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة والموسيقى، انصرف إلى التأليف والترجمة والتعريب في عدد من اللغات (الإسبانية والعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والتركية والألمانية والروسية)، إضافة للتأليف الموسيقي. أصدرت وزارة الثقافة الأردنية عدداً من أعماله بالعربية بعد ترجمتها في إطار مشروع وطنب لاستعادته. من أعمال: "القدس.. نهلة غصن الزيتون"، "الانتقام" و"إرادة الله".

سليمان الموسى

وُلد في قرية الرفيد إلى الشمال من مدينة إربد سنة 1920، ومن مؤلفاته: "أيام لا تنسى"، و"تاريخ الأردن في القرن العشرين" بالاشتراك مع منيب ماضي، و"صور من البطولة" و"غريبون في بلاد العرب" و"تأسيس الإمارة الأردنية".

شعراء إربد

تتميز إربد بعدد كبير من الشعراء الذين ينتمون إليها ومنهم: نايف أبو عبيد، هند أبو الشعر، محمود الشلبي، عطاف جانم، أحمد الخطيب، أماني النجار، سليمان العمري، غسان تهتموني،محمد سلامة العمري، عبدالكريم أبو الشيح،إبراهيم الخطيب، حسام العفوري، عبدالرحيم الجداية، أنور الأسمر، محمود فضيل التل، محمد الحيفاوي، عمر أبو الهيجاء، عبدالرحيم مراشدة، رضا حسن ملكاوي، طي حتاملة، محمد الزعبي، سهيل السيد أحمد، إدوارد حداد، عبدالرحمن الفحماوي، علي هصيص، أحمد كناني، محمد أبو غربية، محمد مقدادي، محمد العزام، خالد أبو حمدية، مهدي السعافين، خليل العبويني، موسى الأزرعي، ذيب الزعبي، نمر حجاب، مهند ساري، يوسف الرفاعي، موفق ملكاوي، نادر هدى، روضة أبو الشعر، أنور منصور النمري، مرشود عبيد الله النمري، إبراهيم ناصر سويدان، نزهة النمري، سامي خوري جوينات، فرحان الريحاني، سليم سليمان النمري، عيسى عباسي، ماجد غنما، منير جميل النمري، سليم خليل النمري، يعقوب نصر عازر، إبراهيم خليل النمري، رياض سويدان، رزق الله النمري وعبدالمجيد نصير.

الروائيون

يزيد عدد الروائيين في إربد على 20 روائياً، ومنهم:هاشم غرايبة، محمود عيسى موسى، عبدالرحيم مراشدة، سميحة خريس، أحمد الزعبي، عبدالكريم فرحان، أحمد ملكاوي، يوسف جميل داهود،نايف القرعان وكامل ملكاوي.

القصاصون 

يزيد عدد كتاب القصة القصيرة في إربد على 50 كاتبَ قصة، ولمعظمهم كتب منشورة، ومنهم: يحيى العيسى، قاسم طشطوش، انتصار عباسي، شحادة الناطور، حسين العمري، تغريد قنديل، منيرة القهوجي، رأفت خليل عزام، عطاف الزميلي، سهير التل، عدنان نصار، صالح القاسم، جعفر العقيلي، لطفي القرعان، عمار الجنيدي، محمد طاهات، أحمد جرادات، محمود محمد القاسم عبابنة، أحمد الزعبي ومريم فريحات.

النقاد

إبراهيم الفيومي، بسام قطوس، خليل الشيخ، زياد الزعبي، سليمان الأزرعي، عبدالرحيم غنام، علي الشرع، عماد الخطيب ومحمد خالد الزعبي.

رواد الإعلام والصحافة

  •  بلال حسن التل: شارك في تأسيس جريدة "اللواء" الأسبوعية عام 1973.
  • ضيف الله الحمود: أصدر صحيفة أسبوعية باسم "الصحفي" عام 1964، وشارك في إصدار وتحرير مجلة "الميثاق". 
  • عيسى خالد الجهماني: عمل مديراً عاماً لدائرة المطبوعات والنشر عام 1993. 
  • محمود المطلق: عمل صحفياً في مجلة "الميثاق". 
  • وصفي التل (1920-1971): كان مديراً لدائرة المطبوعات والنشر، من آثاره الفكرية البارزة كتاب "فلسطين.. دور الخلق والعقل في معركة المصير"، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث السياسية والعسكرية. 
  • د. محمد صبحي أبو غنيمة (1902-1970): أصدر مجلّة "الحمامة"، وهي مجلّة أدبية فنّية، وذلك إبّان دراسته في برلين سنة 1923، وصدر منها عددان. ثم أصدر في عمّان مجلّة "الميثاق" سنة 1933 لتكون ناطقة باسم "اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني"، لكنها لم تستمرّ طويلاً.  
  • فيصل الشبول: مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون (2006-2008)، ومدير عام وكالة  الأنباء الأردنية "بترا" منذ 2012 
  • مصطفى وهبي التل (عرار) (1897-1949): أصدر جريدة "الأنباء" عام 1928. 
  • خلف محمود التل (1890-1943): عمل مراقبا للمطبوعات (1940-1941). 
  • عبدالحفيظ محمد: ساهم في تحرير صحف فلسطين، وفي عام 1959 أصدر جريدة "أخبار الأسبوع" في عمان. 
  • حسن التل (1932-2001): شارك في تأسيس العديد من الصحف والمجلات، وكتب ونشر مئات المقالات والدراسات في الصحف الأردنية والعربية والعالمية مثل "المنار" و"حول العالم" و"صوت الجيل" و"الدستور" و"الرأي" و"الشهاب اللبنانية". و"الحياة" البيروتية و"المجتمع" الكويتية و"البلاغ" الكويتية و"العالم اللندنية". أصدر جريدة "اللواء" وترأس تحريرها مدة ثلاثين عاما. 
  • شفيق إرشيدات (1918-1979): أسس مجلة "الميثاق". 
  • محمد الخطيب: أسس جريدة "الرأي" الأسبوعية عام 1965. 
  • د. سعيد التل: شغل منصب وزير الاعلام (1979-1980). 
  • أمين أبو الشعر (1911-1976): أصدر مجلة "الرائد" في عمان. 
  • صلاح أبو زيد: عمل مديرا لدائرة المطبوعات والنشر، شغل منصب وزير الإعلام (1964-1965). 
  • عمر عبندة: عمل مديرا لوكالة الأنباء الأردنية. 
  • محمد حسن التل: عمل مديراً لتحرير جريدة "اللواء" لمدة عشر سنوات. 
  • هاني الخصاونة: شغل منصب وزير الإعلام (1988-1989).

كيف تقيم محتوى الصفحة؟