جرش في ظل اليوبيل الفضي
اشتهرت جرش عبر رحلة العصور بعبقها التاريخي، ففيها قامت القرى الزراعية الأولى، مرورا بكونها واحدة من أكمل المدن اليونانية -الرومانية العشر (الديكابوليس)، وتعرف بأنها مدينة الألف عمود، ويقام بين أوابدها مهرجانها المرتبط باسمها، والذي يجمع العالم كل عام في شوارعها و على مدرجات مسارحها .
و خلال السنوات الأخيرة بذل المزيد من الاهتمام بالكشف عن مزيد من آثار جرش، والمحافظة عليها، وتعميم المعرفة بها ؛ ولهذا السبب تم تهيئة وافتتاح مجموعة من المتاحف داخل المدينة الأثرية والمحافظة ، كما تم التعاون مع عدد من المؤسسات العالمية في إنشاء مركز للصيانة والترميم فيها. وتسعى دائرة الآثار العامة في الوقت الحاضر لتقديم مشروع كبير يتتبع خط سور المدينة القديم بهدف حصر الآثار الموجودة في المدينة الأثرية والمحافظة على المباني التراثية.
ولما تتمتع به المدينة من طابع ثقافي قائم على التواصل الحضاري ونشاط الهيئات الثقافية فيها، والمنجز الثقافي القائم على المبدعين من أبنائها، فقد اختيرت جرش لتكون مدينة الثقافة الأردنية لعام 2015 في إطار مشروع مدن الثقافة الأردنية الذي أطلقته وزارة الثقافة العام 2007، والذي يقضي باختيار مدينة أردنية للثقافة كل عام في مسعى لتعميم الثقافة على المحافظة، وتركيز المشاريع والأنشطة الثقافية فيها على مدار عام كامل.
كما جاء اختيار لواء "المعراض لواء الثقافة للعام 2025" نظرا للإرث الثقافي الغني الذي يتمتع به اللواء الذي يضم مناطق المعراض وريمون والكتة وساكب ونحلة ونجدة والحدادة والحسينيات، ويشكل جزءا من فسيفساء الأردن وتاريخه الحافل بالعز والفخر والكبرياء.
وتكللت جهود وزارة الثقافة بشراكة حقيقية مع المؤسسات الفاعلة والمجتمع المحلي بإنشاء مركز جرش الثقافي الذي يتربع على مدخل المدينة وعلى الطريق الحيوي الذي يربط محافظات الشمال بالعاصمة عمان ؛ليكون نقطة إشعاع حضاري، وتعبيرا عن الإرث الثقافي ،ومحطة أخرى من محطات الإبداع والثقافة الأردنية.