جرش في عهد الإمارة والمملكة

جرش في عهد الإمارة والمملكة:
أصبحت جرش قضاء يتبع للواء حوران خلال العهد الفيصلي (1919-1920م)، وبعد انهيار الحكومة العربية في دمشق، دخلت شرق الأردن في حالة من الفراغ السياسي، فقامت فيها عدد من الحكومات المحلية تحت إشراف ضباط إنكليز، فقامت في جرش حكومة محلية بزعامة عبد العزيز الكايد العتوم، وعين القائمقام محمد المغربي حاكماً لها.

وأثر قدوم المغفور له سمو الأمير عبد الله بن الحسين، وتأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م، قسمت الإمارة إلى ثلاث مقاطعات: السلط، عجلون، الكرك، واتبعت جرش إلى مقاطعة عجلون كحاكمية من الدرجة الثانية.

وفي العام 1927م أعيد النظر في التنظيم الإداري فقسمت الإمارة إلى ألوية، وقسمت الألوية إلى أقضية، والأقضية إلى نواح، وعلى ضوء التنظيم الإداري الجديد أصبحت جرش قضاء يتبع إدارياً إلى لواء عجلون.

وابتداءً من 1/1/1996م تم ترقية قضاء جرش إلى محافظة بعد أن تم فصلها عن محافظة إربد، وأصبحت مدينة جرش مركزاً للقضاء، وضمت المحافظة الجديدة (63) قرية وعشيرة.

وفي العام 1930م تم إلحاق قرى كفر خل والجزارة لقضاء جرش بعد فصلها عن قضاء عجلون، كما تم فصل قرية النعيمة عن قضاء جرش وإلحاقها بمحافظة إربد، أما قرية المفرق فتبدلت تبعيتها بين قضاء جرش وعمان إلى أن ألحقت أخيراً بلواء عجلون وتتألف محافظة جرش من لواء واحد هو لواء قصبة جرش وقضائين مستقلين هما قضاء المصطبة ومركزه بلده المصطبة،  وقضاء برما ومركزه بلدة برما كما تضم محافظة جرش خمس بلديات هي جرش الكبرى، باب عمان، برما، المعراض، وبلدية النسيم، كما تضم مخيمين للاجئين الفلسطينيين هما مخيم سوف وأنشيء عام 1967م، ويبلغ عدد سكانه حوالي (1500) نسمة، ومخيم جرش الذي أنشيء عام 1968م إلى الغرب من مدينة جرش، ويبلغ عدد سكانه (25000) نسمة معظمهم من نازحي قطاع غزة، في حين يبلغ عدد سكان محافظة جرش حسب إحصاء عام 2022م (268.03) نسمة.

وتطورت مدينة جرش بعد تأسيس الإمارة، إذ بلغ عدد سكانها في نهاية الثلاثينات حوالي (5000) نسمة غالبيتهم مسلمون، وفيها ما يقرب من مائة عائلة مسيحية جلُهم روم أرثوذكس، ويمارس غالبية السكان الفلاحة والتجارة، وتجارتها تجلب من الشام وسائر البلاد السورية والفلسطينية، ومعظم تجارها من الشوام.
وفي إحصاء عام 1965م بلغ عدد سكان مدينة جرش (4694) نسمة، منهم (2476) من الذكور و(2227) نسمة من الإناث، ونحو نصفهم من الشركس، ونصفهم الآخر من سكان القرى المجاورة والشوام. ويبدو أن الهجرات القسرية أسهمت في تضاعف عدد سكان المدينة إذ بلغ عدد سكانها في العام 1977م (11.357) نسمة.

وفي الثلاثينيات من القرن العشرين وصف العالم الأثري الإنكليزي ج. و. كراوفون مدينة جرش بقوله إن المدينة يقطنها قوميتان يعتنقان الدين الإسلامي وهي العرب والشركس، اللذان امتزجا سوية نابذين العرقية وراء ظهورهم متمسكين بدينهم الإسلامي الحنيف، ويدير المدينة قائمقام عربي، وفيها مدرستان حكوميتان أحدهما للذكور تحوي ستة صفوف ابتدائية، ويدرس فيها سائر العلوم العصرية، ولغة التدريس فيها اللغة العربية، كما تدرس اللغة الإنكليزية كلغة ثانية، وفيها مدرسة للإناث ذات ثلاثة صفوف ابتدائية، وفيها مدرستان طائفيتان أحدهما للروم الأرثوذكس تديرها الآنسة مس (بطلن) الإنكليزية التي تمتهن التبشير والطبابة، ومدرسة ثانية للروم الكاثوليك يديرها خوري الطائفة الكاثوليكية، كما ويوجد في المدينة عدة كتاتيب إسلامية صغيرة لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم.

وتحولت جرش إلى بلدية مطلع عهد الإمارة عام 1927م، ونهضت البلدية منذ تأسيسها بجملة من المشاريع العمرانية منها تعبيد الطرق، وإيصال المياه بالأنابيب لمنازل البلدة، وتعد جرش من مناطق الجذب السياحي البارزة في المملكة الأردنية الهاشمية، لما تتمتع به ميزات أبرزها وجود مدينة جرش الأثرية الرومانية، وهي أفضل نموذج لمدينة رومانية متكاملة خارج مدينة روما مركز الإمبراطورية على مستوى العالم، وموقعها الجغرافي الذي يتوسط محافظات المملكة، ووجود المحميات الطبيعية الحيوانية والنباتية، وغاباتها الكثيفة التي تغطي نسبة (23.5%) من مجموع مساحة المحافظة الإجمالية، أي حوالي (97) ألف دونم، ناهيك عن تنوع منتجاتها الطبيعية من حيوانية ونباتية ومنتجاتها الغذائية، وتنوع أنماط السياحة فيها، إضافة لوجود مهرجان جرش الذي كانت انطلاقته الأولى في العام 1981م، والذي أسهم في تطور المدينة والمحافظة، ويؤمه الأردنيين والسياح العرب والأجانب بأعداد كبيرة سنوياً.