جرش منذ الفتح الإسلامي وحتى الوقت الحاضر

جرش منذ الفتح الإسلامي وحتى الوقت الحاضر:
جاء الفتح العربي الإسلامي للتأكيد على الهوية العربية الإسلامية لجنوب بلاد الشام والذي استقرت فيه قبائل عربية من لخم وجذام وغسان قبيل الفتح، وأسهمت في تعريب بلاد الشام، وكان فتح جرش صلحاً سنة 13ه/634م على يد الصحابي شرحبيل بن حسنة (ت18ه/639م)، وكتب عهداً بالأمان لأهلها، وبعد تطبيق نظام الأجناد في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (ت11-23ه/632-643م)، أصبحت جرش كورة ضمن جند الأردن، الذي ضم إلى جانب جرش كلاً من طبريا والسامرة وبيسان وفحل وبيت راس وجدر وآبل وسوسية وعكا والقدس.

وازدهرت كورة جرش وتعمقت عملية الأسلمة والتعريب وانتشر الدين الإسلامي على نطاق واسع بين السكان خلال العصر الأموي (41-132ه/661-750م)، ومما يعطي مؤشراً دالاً على ازدهارها في هذا العصر العثور على كثير من المعالم الأثرية الأموية، لا سيما المسجد الأموي الذي عثر على آثاره في الطرف الشمالي من شارع الأعمدة بالقرب من معبد أرتيمس (Temple of Artemis)، كما كانت جرش مركزاً لسك النقود، إذ عثر على عدد من القطع النقدية الفضية والبرونزية التي ضربت في مدينة جرش خلال العهد الأموي، والذي يبقى شاهداً على أن المدينة كانت مأهولة ومزدهرة خلال ذلك العهد.

ومع انتقال السلطة للعباسيين سنة 132ه/750م وانتقال العاصمة شرقاً إلى بغداد، فقدت دمشق وبلاد الشام دورها كحاضرة للأمويين، وأضحت ولاية تابعة، إلا أن اهتمام الخلفاء العباسيين ببلاد الشام لم ينقطع طوال العصر العباسي الأول،  لأن منطقة جند الأردن وقبائله كانوا يميلون لبني أمية ، ومما يؤكد ذلك ما ورد في مصنفات الجغرافيين والرحالة المسلمين التي أكدت على أهمية بلاد الشام وجنوبها،  باعتبارها طريق لقافلة الحج الشامي ،ومعبر للقوافل التجارية، ومنطقة تشتهر باعتدال مناخها وتنوع منتجاتها الزراعية من الحبوب والغلال.
ونقدم أدناه دراسة موجزة لبعض الآثار المكتشفة والمؤرخة للفترتين الأموية والعباسية.